فصل: (سورة الصافات: الآيات 1- 3):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الصافات:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الواو للقسم، وجواب القسم إن إلهكم، و{صفا} مصدرمؤكد وكذلك {زجرا} وقيل صفا مفعول به، لأن الصف قد يقع على المصفوف، و{رب السموات} بدل من واحد، أو خبر مبتدأ محذوف: أي هو رب.
قوله تعالى: {بزينة الكواكب} يقرأ بالإضافة.
وفيه وجهان:
أحدهما: أن يكون من إضافة النوع إلى الجنس كقولك باب حديد فالزينة كواكب.
والثانى: أن تكون الزينة مصدرا أضيف إلى الفاعل، وقيل إلى المفعول: أي زينا السماء بتزييننا الكواكب، ويقرأ بتنوين الأول ونصب {الكواكب}، وفيه وجهان: أحدهما إعمال المصدر منونا في المفعول.
والثانى بتقدير أعنى، ويقرأ بتنوين الأول، وجر الثاني على البدل.
وبرفع الثاني بالمصدر: أي بأن زينتها الكواكب أو بأن زينت الكواكب أو على تقدير هي الكواكب.
قوله تعالى: {وحفظا} أي وحفظناها حفظا، و{من} يتعلق بالفعل المحذوف.
قوله تعالى: {لا يسمعون} جمع على معنى كل، وموضع الجملة جر على الصفة أو نصب على الحال أو مستأنف، ويقرأ بتخفيف السين وعداه بإلى حملا على معنى يصفون.
وبتشديدها والمعنى واحد، و{دحورا} يجوز أو يكون مصدرا من معنى {يقذفون} ، أو مصدرا في موضع الحال، أو مفعولا له، ويجوز أن يكون جمع داحر مثل قاعد وقعود، فيكون حالا {إلا من} استثناء من الجنس: أي لا يستمعون الملائكة إلا مخالسة، ثم يتبعون بالشهب، وفي {خطف} كلام قد ذكر في أوائل البقرة، و{الخطفة} مصدر، والألف واللام فيه للجنس أو للمعهود منهم.
قوله تعالى: {بل عجبت} بفتح التاء على الخطاب، وبضمها، قيل الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل هو عن الله تعالى، والمعنى عجب عباده، وقيل المعنى أنه بلغ حدا يقول القائل في مثله عجبت.
قوله تعالى: {وأزواجهم} الجمهور على النصب: أي واحشروا أزواجهم، أو هو بمعنى مع، وهو في المعنى أقوى، وقرئ شاذا بالرفع عطفا على الضمير في ظلموا {لا تناصرون} في موضع الحال، وقيل التقدير: في أن لا تناصرون، و{يتساءلون} حال.
قوله تعالى: {لذائقوا العذاب} الوجه الجر بالإضافة، وقرئ شاذا بالنصب وهو سهو من قارئه، لأن اسم الفاعل تحذف منه النون، وينصب إذا كان فيه الألف واللام.
قوله تعالى: {فواكه} هو بدل من رزق أو على تقدير هو، و{مكرمون} بالتخفيف والتشديد للتكثير، و{في جنات} يجوز أن يكون ظرفا وأن يكون حالا وأن يكون خبرا ثانيا، وكذلك {على سرر} ويجوز أن تتعلق على ب {متقابلين} ويكون متقابلين حالا من مكرمون أو من الضمير في الجار و{يطاف عليهم} يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون كالذى قبله وأن يكون صفة لمكرمون، و{من معين} نعت لكأس وكذلك {بيضاء} و{عنها} يتعلق ب {ينزفون}.
قوله تعالى: {مطلعون} يقرأ بالتشديد على مفتعلون، ويقرأ بالتخفيف: أي مطلعون أصحابكم، ويقرأ بكسر النون وهو بعيد جدا، لأن النون إن كانت للوقاية فلا تلحق الأسماء، وإن كانت نون الجمع فلا تثبت في الإضافة.
قوله تعالى: {إلا موتتنا} هو مصدر من اسم الفاعل، وقيل هو استثناء و{نزلا} تمييز، و{شوبا} يجوز أن يكون بمعنى مشوب، وأن يكون مصدرا على بابه.
قوله تعالى: {كيف كان عاقبة} قد ذكر في النمل {فلنعم الميجيبون} المخصوص بالمدح محذوف: أي نحن، و{هم} فصل و{سلام على نوح} مبتدأ وخبر في موضع نصب بتركنا، وقيل هو تفسير مفعول محذوف: أي تركنا عليه ثناء هو سلام، وقيل معنى تركنا قلنا، وقيل القول مقدر، وقرئ شاذا بالنصب وهو وهو مفعول تركنا، وهكذا ما في هذه السورة من الآى، و{كذلك} نعت لمصدر محذوف: أي جزاء كذلك.
قوله تعالى: {إذ جاء} أي اذكر إذ جاء، ويجوز أن يكون ظرفا لعامل فيه من شيعته، و{إذ قال} بدل من إذا الإولى، ويجوز أن يكون ظرفا لسليم أو لجاء.
قوله تعالى: {ماذا تعبدون} هو مثل {ماذا تنفقون} وقد ذكر في البقرة {أئفكا}.
هو منصوب ب {تريدون} وآلهة بدل منه، والتقدير: وعبادة آلهة لإن الأفك مصدر فيقدر البدل منه كذلك والمعنى عليه، وقيل إفكا مفعول له، وآلهة مفعول تريدون.
و{ضربا} مصدر من فراغ لأن معناه ضرب، ويجوز أن يكون في موضع الحال، و{يزفون} بالتشديد والكسر مع فتح الياء ويقرأ بضمها وهما لغتان، ويقرأ بفتح الياء وكسر الزاى والتخفيف وماضيه وزف مثل وعد، ومعنى المشدد والمخفف والأسراع.
قوله تعالى: {وما تعملون} هي مصدرية، وقيل بمعنى الذى، وقيل نكرة موصوفة، وقيل استفهامية على التحقير لعملهم، ومامنصوبة بتعملون، و{بنيانا} مفعول به.
قوله تعالى: {ماذا ترى} يجوز أن يكون ماذا اسما واحدا ينصب بترى: أي أي شئ ترى، وترى من الرأى لا من رؤية العين ولا المتعدية إلى مفعولين، بل كقولك هو يرى رأى الخوارج، فهو متعد إلى واحد، وقرئ ترى بضم التاء وكسر الراء، وهو من الرأى أيضا إلا أنه نقل بالهمزة فتعدى إلى اثنين فماذا أحدهما والثانى محذوف أي ترينى، ويجوز أن تكون ما استفهاما وذا بمعنى الذى، فيكون مبتدأ وخبر: أي أي شئ الذي تراه أو الذي ترينيه.
قوله تعالى: {فلما} جوابها محذوف تقديره نادته الملائكة أو ظهر فضلها.
وقال الكوفيون الواو زائدة أي تله أو ناديناه، و{نبيا} حال من إسحق.
قوله تعالى: {إذ قال} هو ظرف لمرسلين، وقيل بإضمار أعنى.
قوله تعالى: {الله ربكم ورب} يقرأ الثلاثة بالنصب بدلا من {أحسن} أو على إضمار أعنى.
قوله تعالى: {الياسين} يقرأ {آل} بالمد: أي أهله، وقرئ بالقصر وسكون اللام وكسر الهمزة، والتقدير: الياسين واحدهم الياسى ثم خفف الجمع كما قالوا الأشعرون، ويقرأ شاذا {إدراسين} منسوبون إلى إدريس.
قوله تعالى: {وبالليل} الوقف عليه تام.
قوله تعالى: {في بطنه} حال أو ظرف {إلى يوم يبعثون} متعلق بلبث أو نعت لمصدر محذوف: أي لبثا إلى يوم.
قوله تعالى: {أو يزيدون} أي يقول الرائى لهم هم مائة ألف أو يزيدون، وقيل بعضهم يقول: مائة ألف، وبعضهم يقول أكثر، وقد ذكرنا في قوله: {أو كصيب} وفى مواضع وجوها أخر.
قوله تعالى: {أصطفى} بفتح الهمزة، وهى للاستفهام، وحذفت همزة الوصل استغناء بهمزة الاستفهام، ويقرأ بالمد وهو بعيد جدا، وقرئ بكسر الهمزة على لفظ الخبر، والاستفهام مراد كما قال عمر بن أبى ربيعة:
ثم قالوا تحبها قلت بهرا ** عدد الرمل والحصى والتراب

أي أتحبها، وهو شاذ في الاستعمال والقياس، فلا ينبغى أن يقرأ به {مالكم كيف} استفهام بعد استفهام {إلا عباد الله} يجوز أن يكون مستثنى من جعلوا، ومن محضرون، وأن يكون منفصلا.
قوله تعالى: {وما تعبدون} الواو عاطفة، ويضعف أن يكون بمعنى مع، إذ لافعل هنا، و{ما أنتم} نفى، و{من} في موضع نصب بفاتنين، وهى بمعنى الذى، أو نكرة موصوفة، و{صال} يقرأ شاذا بضم اللام، فيجوز أن يكون جمعا على معنى {من} وأن يكون قلب فصار صايلا ثم حذفت الياء فبقى صال، ويجوز أن يكون غير مقلوب على فعل كما قالوا يوم راح، وكبش صاف: أي روح وصوف {وما منا إلا له} أي أحد إلا وقيل إلا من له، وقد ذكر في النساء. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الصافات:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة الصافات: الآيات 1- 3]:

{وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِراتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِياتِ ذِكْرًا (3)}.
{وَالصَّافَّاتِ} الواو حرف قسم وجر الصافات اسم مجرور والجار والمجرور متعلقان بمحذوف تقديره أقسم {صَفًّا} مفعول مطلق {فَالزَّاجِراتِ} الفاء حرف عطف والزاجرات معطوف على الصافات {زَجْرًا} مفعول مطلق {فَالتَّالِياتِ ذِكْرًا} الفاء حرف عطف والتاليات اسم معطوف على ما قبله وذكرا مفعول مطلق.

.[سورة الصافات: آية 4]:

{إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ (4)}.
{إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ} إن واسمها واللام المزحلقة وواحد خبر إن والجملة جواب القسم لا محل لها.

.[سورة الصافات: آية 5]:

{رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ (5)}.
{رَبُّ} بدل من واحد {السَّماواتِ} مضاف إليه {وَما} عطف على السموات {بَيْنَهُما} ظرف مكان {وَرَبُّ} عطف على رب الأولى {الْمَشارِقِ} مضاف إليه.

.[سورة الصافات: آية 6]:

{إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ (6)}.
{إِنَّا} إن واسمها {زَيَّنَّا} ماض وفاعله {السَّماءَ} مفعول به والجملة خبر {الدُّنْيا} صفة {بِزِينَةٍ} متعلقان بزينا {الْكَواكِبِ} عطف بيان والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.

.[سورة الصافات: آية 7]:

{وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ (7)}.
{وَحِفْظًا} الواو حرف عطف وحفظا مفعول مطلق لفعل محذوف حفظناها حفظا {مِنْ كُلِّ} متعلقان بحفظا {شَيْطانٍ} مضاف إليه {مارِدٍ} صفة.

.[سورة الصافات: آية 8]:

{لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ (8)}.
{لا يَسَّمَّعُونَ} لا نافية ومضارع مرفوع بثبوت النون وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها {إِلَى الْمَلَإِ} متعلقان بيسمعون {الْأَعْلى} صفة {وَيُقْذَفُونَ} الواو حرف عطف ومضارع مرفوع بثبوت النون والواو نائب فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها {مِنْ كُلِّ} متعلقان بيقذفون {جانِبٍ} مضاف إليه.

.[سورة الصافات: آية 9]:

{دُحُورًا وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (9)}.
{دُحُورًا} حال {وَلَهُمْ} الواو حرف عطف وخبر مقدم {عَذابٌ} مبتدأ مؤخر {واصِبٌ} صفة لعذاب.

.[سورة الصافات: آية 10]:

{إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (10)}.
{إِلَّا} حرف استثناء {مَنْ} اسم الموصول في محل نصب على الاستثناء {خَطِفَ} ماض والجملة صلة {الْخَطْفَةَ} مفعول مطلق {فَأَتْبَعَهُ} الفاء حرف عطف وماض ومفعوله {شِهابٌ} فاعل مؤخر {ثاقِبٌ} صفة لشهاب والجملة معطوفة.

.[سورة الصافات: آية 11]:

{فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ (11)}.
{فَاسْتَفْتِهِمْ} الفاء حرف استئناف وأمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت والهاء مفعوله {أَهُمْ} الهمزة حرف استفهام وهم مبتدأ {أَشَدُّ} خبر {خَلْقًا} تمييز والجملة الفعلية استئنافية لا محل لها والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ثان لاستفتهم {أَمْ} حرف عطف {مَنْ} اسم موصول معطوف على الضمير هم {خَلَقْنا} ماض وفاعله والجملة صلة لا محل لها {إِنَّا} إن واسمها {خَلَقْناهُمْ} ماض وفاعله ومفعوله والجملة خبر إنا والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها {مِنْ طِينٍ} متعلقان بخلقناهم {لازِبٍ} صفة لطين.

.[سورة الصافات: آية 12]:

{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)}.
{بَلْ} حرف إضراب {عَجِبْتَ} ماض وفاعله والجملة استئنافية لا محل لها {وَيَسْخَرُونَ} الواو حالية ومضارع مرفوع وفاعله وجملة يسخرون خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم يسخرون والجملة الاسمية في محل نصب على الحال.

.[سورة الصافات: آية 13]:

{وَإِذا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ (13)}.
{وَإِذا} الواو حرف استئناف وإذا ظرفية شرطية غير جازمة {ذُكِّرُوا} ماض مبني للمجهول ونائب فاعل والجملة في محل جر بالإضافة {لا} نافية {يَذْكُرُونَ} مضارع مرفوع وفاعله والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها.

.[سورة الصافات: آية 14]:

{وَإِذا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)}.
{وَإِذا} عطف على ما سبق {رَأَوْا} ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة {آية} مفعول به {يَسْتَسْخِرُونَ} مضارع مرفوع وفاعله والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها.